أرشيف

أكثر من 2800 جريمة شرف في بريطانيا العام الماضي

كشفت الشرطة البريطانية أن 2823 “جريمة شرف” ارتُكبت في المملكة العام الماضي، وذلك حسب إحصائيات صادرة عن 39 من أصل 52 مركز وفرع للشرطة في عموم البلاد.

فوفقا لبيانات صادرة عن هيئة حرية المعلومات في بريطانيا، ردَّا على طلب تقدَّمت به منظمة حقوق النساء الكرديات والإيرانيات (إيكورو)، فإن حوالي 500 من تلك الجرائم سُجِّلت في العاصمة لندن لوحدها.

وحسب بيانات تمكَّن 12 مركزا للشرطة من تقديمها منذ عام 2009، فقد تبيَّن أن عدد مثل تلك الجرائم ازداد بنسبة 47 بالمئة خلال الفترة المذكورة.

جريمة وعقاب

يُشار إلى أنه يُنظر إلى جريمة الشرف من قبل مرتكبيها أو مؤيديهم على أنَّها بمثابة عقاب يتم إنزاله بالأشخاص المتورطين بها، وخصوصا النساء، وذلك بسبب ما يصفونها “أعمالا تجلب العار” على عائلات الضالعين بها.

ويمكن أن تشمل مثل تلك الاعتداءات هجمات رشِّ الأسيد على من يُعتقد أنهم ضالعون بمثل تلك الأعمال “الشائنة”، بالإضافة إلى عمليات الاختطاف وتقطيع الأوصال والضرب، وفي بعض الحالات، القتل.

وقالت منظمة “إيكورو” إنها تعتقد أن دراسة كانت قد أعدَّتها في الفترة الممتدة بين شهري يوليو/تموز ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين هي “التقدير الوطني الأفضل حتى الآن لحجم ظاهرة جرائم الشرف في بريطانيا، وذلك على الرغم من اعتراف المنظمة الخيرية بأن الأرقام الواردة في الدراسة “لا تعطي صورة كاملة” عن تلك الظاهرة.

وحسب دراسة “إيكورو”، فإن ثمانية مراكز شرطة سجَّلت خلال عام 2010 أكثر من 800 اعتداء لها لها صلة بجرائم شرف، أي بمعدَّل أكثر من 100 حالة اعتداء في كل مركز.

أعلى نسبة

وقد سجَّلت شرطة العاصمة لندن أعلى نسبة من تلك الجرائم، إذ تم رصد 495 جريمة خلال نفس الفترة، تليها منطقة ويست ميدلاندز بـ 378 جريمة، و350 في ويست يوركشير، و227 في لانكشير، و189 في مانشستر الكبرى، و153 في كليفيلاند، و118 في سوفولك، و117 في بيدفوردشير.

ومن بين 12 مركز وفرع شرطة تمكَّن من تقديم معلومات لإجراء مقارنة مع أرقام عام 2009، أظهرت إحصائيات تسعة أقسام ارتفاعا في عدد مثل تلك الجرائم، بينما سجَّلت ثلاثة أقسام فقط انخفاضا في عدد الجرائم المسجَّلة.

وكانت أكبر نسبة ارتفاع في منطقة نورثمبريا، إذ قفز العدد من 17 جريمة في عام 2009 إلى 69 جريمة في عام 2010، أي بنسبة ارتفاع بلغت 305 بالمئة، تليها النسبة التي تم تسجيلها في منطقة كامبريدجشير، إذ ارتفع الرقم من 11 إلى 28 جريمة خلال نفس الفترة، أي بنسبة ارتفاع قدرها 154 بالمئة.

وقالت منظمة “إيكورو” إن ربع مراكز الشرطة في بريطانيا لم تكن قادرة، أو على استعداد، لتزويدها بالمعلومات، كما أظهر أفراد الجاليات والمجموعات السكانية التي حاولت المنظمة الاتصال بهم تردُّدا بالحديث عن مثل تلك الجرائم.

إنكار الجرائم

وفي مقابلة مع بي بي سي، قالت ديانا نمي، مديرة منظمة حقوق النساء الكرديات والإيرانيات في بريطانيا، إن الأسر غالبا ما كانت تحاول إنكار وجود جرائم أو اعتداءت شرف، كما أن من ارتكبوا هكذا جرائم “يحظون عادة باحترام كبير” في أوساط تلك الأسر أو الجاليات.

وأضافت: “حتى أن الجناة يُعتبرون كأبطال ضمن مجتمعاتهم، وذلك لأنهم يعتقدون أنهم بذلك إنَّما يدافعون عن شرف وسمعة العائلة والمجتمع أو الجماعة التي ينتمون إليها.”

وتابعت قائلة إن ضحايا جرائم الشرف لا تحظى غالبا بالدعم الكافي، إذ أن العديد من أولئك الضحايا يحتاجون إلى مساعدة وحماية على تحوٍ متواصل.

وأردفت بقولها: “في بعض الحالات، تقوم الشرطة وبعض المنظمات بتقديم المساعدة للضحايا لفترة محددة من الزمن، لتتوقف بعدها عن القيام بذلك.”

قياس حجم المشكلة

من جانبها، نشرت “رابطة كبار ضباط الشرطة” في بريطانيا (أكبو) استراتيجية في عام 2008 ترمي إلي قياس حجم مشكلة جرائم الشرف في البلاد، وأصدرت توصيات بأن تبدأ كافة أقسام وأفرع الشرطة في انجلترا وويلز بتسجيل عدد الحوادث المتصلة بجرائم الشرف، والتي تتمكن من رصدها.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد ثمة دليل وطني لرصد جرائم الشرف في سكوتلندا، إلاَّ أن 45 من أصل 52 قسما أو فرعا للشرطة في بريطانيا قد طبّّقت توصيات استراتيجية “أكبو”.

وقال الضابط ماك تشيشتي، المسؤول عن متابعة ملف أعمال العنف المتصلة بجرائم الشرف في “أكبو”: “نحن الآن في طور إجراء المشاورات بشأن استراتيجية جديدة.”

واضاف قائلا: “لقد اتَّبع كافة الموظفين العاملين على جبهة (مكافحة جرائم الشرف) التدريب التوعوي اللازم في هذا المجال.”

 

المصدر : بي بي سي

زر الذهاب إلى الأعلى